عاجل: فرض قانون في قطر يغير ملامح سوق العمل _ هذا ما ينتظر المقيمين في الدوحة ؟

قانون توظيف المواطنين

في خطوة استراتيجية تهدف إلى دعم التنمية المستدامة وتعزيز دور المواطن في الاقتصاد الوطني، أطلقت دولة قطر قانون توطين الوظائف في قطر للقطاع الخاص، الذي يمثل إطاراً تشريعياً متكاملاً لزيادة مشاركة الكوادر الوطنية في سوق العمل . ويأتي هذا القانون انسجاماً مع رؤية قطر 2030 التي تضع تطوير القدرات البشرية ضمن أولوياتها، ما يعكس التزام الدولة بالاستثمار في الطاقات الوطنية وتمكينها للمساهمة في بناء اقتصاد متنوع ومستدام.

الأهداف الاستراتيجية لقانون توطين الوظائف وآليات تنفيذه

يسعى قانون توطين الوظائف إلى تحقيق مجموعة من الأهداف التي تخدم المواطن والاقتصاد على حد سواء. أبرز هذه الأهداف غسخثض بناء على ما تم الاعلان عنه رسميا من الجهات المختصة :

  • زيادة نسبة المواطنين العاملين في القطاع الخاص، بما يساهم في تعزيز التنمية البشرية واستثمار الكفاءات الوطنية.
  • تحسين بيئة العمل المحلية لجذب واستبقاء الموظفين القطريين من خلال توفير بيئة مستقرة ومحفزة.
  • تقديم حوافز مالية وتشجيعية للقطريين العاملين في القطاع الخاص.
  • إطلاق برامج تدريبية وتأهيلية متخصصة لرفع مستوى المهارات المهنية والكفاءات الفنية للمواطنين.

أهم ملامح قانون التوطين في قطر

يشكل القانون نقلة نوعية في سياسات التوظيف، حيث يركز على مجموعة من الملامح الأساسية:

  • توفير عقود عمل رسمية تحمي حقوق جميع الأطراف.
  • منح حوافز مالية للقطريين وأبناء القطريات العاملين في القطاع الخاص.
  • تسهيل انتقال الشباب من مرحلة الدراسة إلى سوق العمل عبر برامج تدريبية وإرشادية.
  • توسيع نطاق التطبيق ليشمل جميع القطاعات الخاصة مثل الشركات التجارية والمصانع والمؤسسات الرياضية.
  • وضع خطة وطنية شاملة لتوطين الوظائف تشمل تصنيف الشركات وفقاً لحجمها وطبيعة وظائفها، وإنشاء شراكات مع القطاع الخاص لتوفير برامج تدريبية متوافقة مع احتياجات السوق.

التخصصات والوظائف المستهدفة في سوق العمل القطري

يركز القانون على تمكين المواطنين في التخصصات المطلوبة في سوق العمل، مع مراعاة التوجهات المستقبلية للاقتصاد الوطني:

المجالات الطبية والصحية

تحتل القطاعات الصحية أولوية كبيرة ضمن قانون توطين الوظائف في قطر، نظراً للتوسع المستمر في البنية التحتية والخدمات الطبية. ويشمل ذلك تخصصات الطب البشري والطبيب المساعد، التمريض، والصيدلة، مع توقع زيادة الطلب على هذه الكفاءات في السنوات القادمة.

الهندسة والتكنولوجيا

مع التوسع في المشاريع الوطنية والتحول الرقمي، يزداد الطلب على المهندسين في مختلف التخصصات مثل الهندسة المدنية والمعمارية والكهربائية والبترول. كما تشهد مجالات التكنولوجيا نمواً كبيراً في التخصصات الحديثة مثل أمن المعلومات، التحول الرقمي، علوم البيانات، والذكاء الاصطناعي.

الإدارة والتمويل

تحظى التخصصات الإدارية والمالية بأهمية متزايدة، خاصة في مجالات إدارة الأعمال، الموارد البشرية، المحاسبة، والتمويل. وتشهد التخصصات الحديثة مثل الإدارة الرياضية نمواً نتيجة المشاريع الرياضية والتجارية المتنامية في قطر.

خطة التنفيذ والشراكات الاستراتيجية

حدّد القانون فترة ستة أشهر لبدء تطبيقه بعد نشره في الجريدة الرسمية، لمنح الجهات الحكومية والخاصة الوقت الكافي للتحضير. وتشمل خطة التنفيذ:

  • تعاوناً بين ديوان الخدمة المدنية ووزارة التعليم والجهات الحكومية لضمان توافق التخصصات والبرامج التعليمية مع احتياجات سوق العمل.
  • إطلاق حملات توعوية للطلاب وأولياء الأمور لتوجيه اختيار التخصصات بما يتوافق مع سوق العمل الوطني.
  • تنفيذ برامج تدريبية عملية في المؤسسات الحكومية لتأهيل الخريجين وتعزيز مهاراتهم العملية.

مستقبل التوظيف في قطر مع قانون التوطين

يمثل قانون توطين الوظائف خطوة نوعية لتعزيز توازن القوى العاملة بين المواطنين والوافدين. ويُتوقع أن يسهم التطبيق الناجح في رفع تنافسية الكوادر الوطنية، وتحقيق تقارب بين مخرجات التعليم واحتياجات سوق العمل، بما يدعم أهداف رؤية قطر 2030. كما يساهم القانون في بناء اقتصاد متنوع قائم على المعرفة والكفاءات الوطنية، ما يضمن استقراراً وازدهاراً مستداماً للدولة في المستقبل.

إنضم لقناتنا على تيليجرام