هبوط جنوني لمؤشر تاسي رغم ارتفاع التداولات.. ماذا يحدث في السوق السعودي؟

شهد مؤشر تاسي خلال تعاملات الأحد أداءً سلبياً لافتاً، بعدما فشل في الحفاظ على مستوى 10500 نقطة، وهو حاجز نفسي بالغ الأهمية لدى المتعاملين في السوق السعودي، لينهي الجلسة عند مستوى 10416 .65 نقطة، في ظل موجة بيع مكثفة تُعد الثالثة على التوالي، ما يعكس تصاعد الضغوط النفسية والمالية على المستثمرين.

خسائر حادة تضرب مؤشر تاسي مع هيمنة اللون الأحمر

تكبّد مؤشر تاسي خسارة تجاوزت 109 نقاط، أي ما يعادل انخفاضاً نسبته 1.04%، في جلسة اتسمت بضعف الثقة وغياب المحفزات، حيث أغلقت 234 شركة مدرجة على تراجع، مقابل ارتفاع محدود شمل 30 شركة فقط، وهو ما يعني أن الغالبية الساحقة من أسهم السوق تأثرت سلباً، بنسبة تقارب 88% من إجمالي الشركات هزغضد بناء على ما تم الاعلان عنه رسميا من الجهات المختصة .

ارتفاع السيولة يعكس توتراً لا انتعاشاً

رغم الهبوط، سجّلت السيولة المتداولة قفزة قوية بنسبة 44% لتصل إلى 2.39 مليار ريال، وهي زيادة فسرها مراقبون على أنها نتيجة تسارع عمليات البيع وإعادة ترتيب المحافظ الاستثمارية، لا سيما في ظل غياب أي إشارات إيجابية قصيرة المدى، ما يجعل هذا الارتفاع في السيولة مؤشراً على القلق أكثر من كونه دلالة على دخول سيولة ذكية.

قفزة في أحجام التداول وتحركات انتقائية

شهدت السوق تداول نحو 136.01 مليون سهم، مقارنة بـ 80.46 مليون سهم في الجلسة السابقة، وهو ارتفاع ملحوظ يعكس نشاطاً مكثفاً، إلا أن هذا النشاط جاء مدفوعاً بعمليات بيع انتقائية وتدوير مراكز، وليس انسحاباً جماعياً من السوق السعودي كما قد يتبادر إلى الأذهان.

القطاعات الكبرى تحت الضغط.. ولا استثناءات

لم تسلم القطاعات الرئيسية من موجة الهبوط، حيث سجّل قطاع الإعلام والترفيه أكبر الخسائر بانخفاض حاد بلغ 5.03%، تلاه قطاع المواد الأساسية بتراجع نسبته 1.01%، ثم قطاع الاتصالات الذي فقد 0.86% من قيمته.

كما طالت الخسائر القطاعات الثقيلة، إذ انخفض قطاع البنوك بنسبة 0.78%، في حين تراجع قطاع الطاقة بنسبة 0.77%، ما يؤكد أن التراجع كان شاملاً ولم يقتصر على الأسهم الصغيرة أو المتوسطة.

أسهم خاسرة بقوة وأخرى تخالف الاتجاه

على مستوى الأسهم الفردية، تصدّر سهم متكاملة قائمة التراجعات بانخفاض حاد بلغ 8.35%، تلاه سهم وفرة بخسارة 7.14%، ثم سهم سي جي إس بتراجع قدره 7.08%.

في المقابل، برز سهم طيران ناس كاستثناء لافت، محققاً مكاسب قوية بنسبة 5.08%، في وقت سيطر فيه التراجع على غالبية شاشة التداول، ما يعكس وجود فرص انتقائية رغم الأجواء السلبية.

أرامكو والراجحي في صدارة التداولات

استحوذ سهم أرامكو السعودية على الحصة الأكبر من قيمة التداولات، بإجمالي بلغ 186.43 مليون ريال، رغم تراجعه بنسبة 0.76%، وجاء سهم الراجحي في المرتبة الثانية بقيمة تداول وصلت إلى 104.13 مليون ريال.

أما من حيث عدد الأسهم المتداولة، فقد تصدّر سهم أمريكانا المشهد بتداول نحو 17.36 مليون سهم، ما يعكس استمرار اهتمام المتعاملين بالأسهم ذات السيولة المرتفعة.

السوق الموازي «نمو» يتأثر بموجة التراجع

لم يكن السوق الموازي بمنأى عن هذه الأجواء السلبية، حيث تراجع مؤشر نمو بنسبة 0.8%، فاقداً 186.91 نقطة، ليغلق عند مستوى 23244.02 نقطة، في دلالة واضحة على أن حالة الضعف امتدت إلى مختلف شرائح السوق.

طلبات إدراج جديدة تفتح باب التساؤلات

وعلى الرغم من هذا المشهد الضاغط، كشفت مصادر مطلعة عن وجود نحو 40 طلب إدراج قيد الدراسة حالياً، وهو ما يطرح تساؤلات جوهرية حول توقيت الطروحات الجديدة، ومدى قدرة مؤشر تاسي على استيعاب إدراجات إضافية في ظل حالة عدم الاستقرار التي تسيطر على السوق السعودي خلال الفترة الحالية.

إنضم لقناتنا على تيليجرام