بدءا من 2 فبراير تحديث موعد صلاة الجمعة في الإمارات .. وهذا أثره على الطلاب والأهالي

في خطوة تنظيمية جديدة أثارت نقاشًا مجتمعيًا واسعًا، أعلنت الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف عن تعديل موعد صلاة الجمعة في المدارس ليكون عند الساعة 12:45 ظهرًا، وذلك اعتبارًا من يوم الجمعة 2 يناير 2026 . هذا القرار فتح باب التساؤلات بين أولياء الأمور حول تأثيره المباشر على مواعيد الدوام الدراسي، وإمكانية اعتماد حلول بديلة مثل جعل يوم الجمعة إجازة رسمية أو تطبيق التعليم عن بعد.

تعديل موعد صلاة الجمعة في المدارس يشعل الجدل بين أولياء الأمور

لاقى تعديل موعد صلاة الجمعة في المدارس تفاعلًا كبيرًا على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث عبّر العديد من أولياء الأمور عن قلقهم من ضيق الوقت الفاصل بين انتهاء الدوام المدرسي وأداء الصلاة جماعة في المساجد. وأشاروا إلى أن المواعيد السابقة كانت تمنحهم مرونة أكبر لاستلام أبنائهم والتوجه للصلاة دون ضغوط زمنية حشعثر بناء على ما تم الاعلان عنه رسميا من الجهات المختصة .

ويرى الأهالي أن التوقيت الجديد قد يفرض عليهم خيارًا صعبًا بين الالتزام بالحضور المدرسي أو المحافظة على أداء صلاة الجمعة في المسجد، خصوصًا في ظل الازدحام المروري المحيط بالمدارس وبعد المسافات في بعض المناطق.

صعوبة التوفيق بين الدوام المدرسي وصلاة الجمعة

أكد عدد من ذوي الطلبة أن الإبقاء على مواعيد الدوام كما هي، بالتزامن مع تعديل موعد صلاة الجمعة في المدارس، سيخلق تحديات حقيقية للأسر، خاصة تلك التي لديها أطفال صغار أو طالبات يصعب اصطحابهن مباشرة إلى المساجد. كما أن ضغط الوقت قد يؤثر سلبًا على انتظام الطلبة وراحة أولياء الأمور.

مطالب مجتمعية بإعادة النظر في نظام الدوام

طالب أولياء الأمور الجهات التعليمية وأصحاب القرار بإعادة تقييم مواعيد الدراسة والعمل يوم الجمعة، بما يتناسب مع توقيت الصلاة الجديد. وشددوا على أهمية أن تكون القرارات التعليمية داعمة للقيم الدينية ومحفزة للطلبة على الالتزام بالصلاة، دون أن تشكل عبئًا إضافيًا على الأسرة.

وأوضح عدد من أولياء الأمور أن تحديد مواقيت الصلاة أمر شرعي يعود لأهل الاختصاص، إلا أن المدارس مطالبة بمراعاة مصلحة الطلبة وتعزيز السلوكيات الإيجابية لديهم. كما دعا آخرون إلى توفير مرونة زمنية تسمح للآباء والأمهات باستلام أبنائهم قبل التوجه لأداء صلاة الجمعة.

حلول مقترحة للتعامل مع تعديل موعد صلاة الجمعة في المدارس

اتفق غالبية أولياء الأمور على أن الخيار الأكثر واقعية هو اعتماد يوم الجمعة كعطلة مدرسية، على أن تكون الدراسة من الأحد إلى الخميس. ويمكن تعويض الساعات الدراسية المقررة يوم الجمعة من خلال:

• إضافة حصص قصيرة موزعة على أيام الأسبوع.
• تطبيق نظام التعليم عن بعد لبعض الحصص.
• الاستفادة من التجارب السابقة مثل مبادرة «رمضان مع الأسرة» التي حققت نتائج إيجابية.

رأي التربويين حول مواعيد الدوام وصلاة الجمعة

من جانبهم، أوضح التربويون في المدارس الحكومية والخاصة أن موعد صلاة الجمعة الجديد لا يتعارض بشكل مباشر مع نهاية الدوام في أغلب المدارس، حيث ينتهي اليوم الدراسي عادة عند الساعة 11:45 صباحًا. ومع ذلك، أشاروا إلى أن الطلبة المشتركين في الحافلات المدرسية قد يواجهون صعوبة في الوصول إلى المساجد في الوقت المناسب بسبب طول مسار الرحلة.

وأكد التربويون أن يوم الجمعة سيظل يوم دراسة رسميًا ما لم يصدر قرار بخلاف ذلك، مع احتمالية تبكير خروج الطلبة لمدة تتراوح بين 30 و45 دقيقة. في المقابل، استبعدوا بشكل كبير العودة إلى التعليم عن بعد يوم الجمعة، نظرًا لتجارب سابقة شهدت ضعف الالتزام وارتفاع نسب الغياب.

موعد الحسم وإعلان القرار النهائي

من المتوقع أن تعلن الجهات التعليمية قرارها النهائي بشأن تعديل موعد صلاة الجمعة في المدارس خلال الأسبوع الأخير من إجازة الشتاء أو مع بداية الأسبوع الأول من الفصل الدراسي الثاني، عقب عودة الطلبة في 5 يناير 2026. وسيستند القرار إلى عدة اعتبارات، أبرزها:

• عدد ساعات التمدرس السنوية.
• التراكم المعرفي للطلبة.
• الصحة النفسية للطلاب.
• تعزيز العلاقة بين المؤسسة التعليمية والمجتمع.

خلاصة آراء الأهالي والتربويين

ذوو الطلبة: يؤكدون أن الفترة الزمنية بين انتهاء الدوام وصلاة الجمعة غير كافية، ما يصعّب أداء الصلاة جماعة في المساجد.

التربويون: يشيرون إلى أن الطلبة المعتمدين على الحافلات المدرسية هم الأكثر تأثرًا، وقد لا يتمكنون من أداء صلاة الجمعة في وقتها.

في ظل هذا الجدل، يبقى تعديل موعد صلاة الجمعة في المدارس قرارًا تنظيميًا يحتاج إلى توازن دقيق بين متطلبات العملية التعليمية والاعتبارات الدينية والاجتماعية، بما يحقق مصلحة الطلبة وأسرهم على حد سواء.

تابع جديد خدمات الخليج عبر Google News